الجمعة، 28 أغسطس 2009

لعنة الفرانكو أرب

الفرانكو أرب هو مسمى يطلق على العديد من المفاهيم أهمها : كتابة العربيه بأبجديه أنجليزيه أو العكس بمعنى كتابة الأنجليزيه بأبجديه عربيه وهو الذى تقريبا لا يحدث أبدا , وأنتشرت هذه الطريقه ف الكتابه بسرعه كبيره مع أنتشار أجهزة الكمبيوتر والتليفون المحمول لعدة أسباب أهمها : أرتفاع تكلفة الرسائل القصيره باللغه العربيه عنها بالأنجليزيه , حيث يتاح لك عدد أكبر من الحروف باللغه الأنجليزيه للرساله الواحده بالمقارنه بالرساله المكتوبه بأبجديه عربيه , فكان الفرانكوأرب أحد الطرق للتحايل على ذلك , بالأضافه لأنتشارها بصوره أكبر على الأنترنت وهو مابرره أحد مستخدمى هذه الطريقه بالاتى : عايز تكتب أنجليزى ماشى ,عربى شغال .
وبعد أن كانت تقتصر على الشات أو الدردشه أنتقلت الى التعليقات والردود على أغلب المواقع أهمها اليوتيوب والفيس بوك . وهوما أدى لظهور ملحقات للطريقه مثل رقم ثلاثه بالأنجليزيه كبديل عن حرف العين ورقم أثنين كبديل عن الهمزه , ألخ . قد يكون الأمر متفهم مع وجود لوحة مفاتيح لا تدعم اللغه العربيه , لكن الأمر قد أصبح عاده للكثيريين حتى يوفروا على أنفسهم عناء تغيير اللغه وهو ما أدى لأتقانهم هذه الطريقه للكتابه عن الطريقه العربيه , ولو لم يكونوا يفقهوا شئ فاللغه الأنجليزيه .
الخطير ف الفرانكو أرب أنه قد يساعد على أندثار الأبجديه العربيه وهو ماحدث فعلا ودون مبلغه فى بعض الدول مثل ماليزيا والتحول للكتابه بالأبجديه الأنجليزيه أو أن شئت الدقه اللاتينيه ليس نتيجة تغير سياسى كما حدث فى تركيا ولكن كنتيجه الأنصياع للتكنولوجيا , وهذا مالا نأمل حدوثه أبدا مع اللغه العربيه .


تخاريف صيام

- الحكومه قررت رفع أيديها عن كل شئ تدريجيا وهوماظهر فى أعلانات السكه الحديد حيث أشارت أن مسؤلية الحفاظ على القطارات مسؤلية مواطن وليست مسئولية الحكومه وبرغم تفاهة و ( معيلة ) استراتيجية الحكومه للحفاظ على السكه الحديد الا أنها ومع السقطات الحكوميه المتواليه فكره رائعه إن تم تعميمها فكل المجالات بمعنى أن يحكم المواطن نفسه ( وهى هنا فكره مختلفه تماما عن الديمقراطيه بمعناها المعروف )


سؤال ذكاء واللى يعرف يجاوب : المسلسلات و الأعلانات فى رمضان . أيهم نتيجه للأخر ؟

طب بلاش أجاوب أنا . فى البدايه ومع أنتشار المسلسلات ف التليفزيون وقبل ظهور الفضائيات كان التلفيزيون يقوم بأنتاج المسلسلات ولم يكن الهدف من أنتاجها هو الربح ف الاساس بل كانت الاعلانات مجرد نيجه مصاحبه للمسلسلات وهنا الأمر طبيعى تماما .
أما الأن وخصوصا فى شهر رمضان , المفترض أن تقل المسلسلات والبرامج لحدودها الدنيا لكن الواقع هو العكس وهذا بسبب الأقبال المتزايد على الأطعمه فى الشهر مما يستوجب زياده ف الاعلانات من الشركات لتحقيق المنافسه وبما أنك لن تجلس لتشاهد أعلانات فقط يتم خداعك بالمسلسلات وتكون أنت فى الحقيقه مشاهد للأعلانات
مش مقتنع طيب تفتكر ايه اللى يخلى منتج يصحى من النوم بدرى لأنتاج مسلسل وصرف مبالغ كبيره عليه سوى أنه مع ضخامة الأنتاج تزداد القنوات الراغبه فى الشراء بهدف زيادة الأعلانات , يعنى من الأخر مفيش أعلان مفيش مسلسل .
طب خد عندك كام مره بيتقطع المسلسل عشان الأعلانات , لكن عمرك فمره شوفت أعلان بيتقطع عشان مسلسل .


خبر جميل : أزدحام المساجد فى رمضان يدفع المسلميين للصلاه فى معبد يهودى بأمريكا , الأزهر يؤيد والواشنطن بوست ـ تبادل ثقافى غير مسبوق , لحد هنا خبر رائع يعكس قيم المحبه والتسامح لكن ومن غير ماتتهمنى بضيق التفكير أو بالتعصب ضد أى جهه تخيل لو حصل العكس : مظاهرات فالقاهره ومقاطعه فالرياض وهجوم على السفارات فصنعاء وهوب يتبخر المحبه والتسامح , طب تخيل لو واحد مسيحى جنبك فالمترو بيقرا من الأنجيل بصوت عالى . على رأى رفاعه الطهطاوى أو محمد عبده مش فاكر: الغرب إسلام بلا مسلمين ونحن مسلمين بلا إسلام

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

مصر التى ليست لها صاحب

مصر فى رأيى طفل لقيط يتبرأ منه الجميع حتى يظهر له منفعه . بلد بلا ظابط ولا رابط , بلد يحكمها سائقى الميكروباص وأمناء الشرطه , كمية الفوضى فى مصر لو توزعت على العالم كله كانت لتكفى وتفيض , كمية فوضى لو وجدت فى أى بلد يحترم نفسه وشعبه لسقطت أنظمه وتغيرت حكومات . لكن كاإكتمالا للفوضى أصبحت – الفوضى – جزء أصيل من تركيبة المصرى . و الشواهد على هذا ليس لها حصر وفى كل شبر من أرض الوطن – لست اقصد بالوطن الأماكن التى لا يمكنك السكن فيها أو حتى دخولها الا لو كنت من علية القوم والمسئوليين أو حتى كنت أسرائيلى .
أقسم أنه أذا فكر أحد منا – سكان مصر الأصليين كما يسميهم بلال فضل – أن ينزل من بيته ساعه يمشى فيها على قدميه يدون مظاهر الفوضى التى يراها حوله لكتب مجلدات لا تتسع لها مكتبة الكونجرس .
وعشان كده نويت أكتب عن مظاهر الفوضى كل مظهر لوحده ويارب الحق أقول عن مظاهر الفوضى اللى انا شايفها كلها قبل م أموت , زيعنى لو حد من القراء الأعزاء شايف أى حاجه فوضاويه - يلا خليها عاينا ممكن نخليه يقولنا عليها - يلا سلام

الأحد، 16 أغسطس 2009







ماهى السعاده .. حد يعرف ؟؟

الجمعة، 14 أغسطس 2009

الا لعنة الله على الظالمين

أنا مجنون وأنت عارف كده وأنا كمان عارف كده , لكن زى مابيقولوا لو اللى بيتكلم مجنون ف المستمع , وأنت وكل حكام بلدنا ومسئوليها عاقليين , حد بقى يقولى ويطفى النار اللى فقلبى دى – اه والله النار اللى فقلبى – أخرتها أيه ف البلد دى , ياعم أنا لا هكلمك عن الغاز بتاع إسرائيل ولا عن الناس اللى مش لاقيه حتى تسكن فيها ولا ولا ولا . أنا بس عايز أتكلم عن المايه أو الماء أو المياه زى ماتسميها
أنا هنا بتكلم عن مصر مصر اللى من يوم ماتنيلنا على عينا وجينا الدنيا دى وهما بيقولولنا أن فيها نهر النيل العظيم ,أطول أنهار العالم , مش مثلا بتكلم عن السعوديه اللى يعنى بتحلى ماية البحر لا سمح الله .
معناه ايه بقى أن نص الخضار اللى بناكله مروى بالصرف الصحى – لو مش مصدقنى راجع أعداد المصرى اليوم لأسبوع فات وأسبوع جاى لحد مايوصلوا لكل الأراضى اللى بتتروى كده –
معناه أيه التايفود اللى داير على أهل القليوبيه وغيرها بسبب برده أختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى .
أنا والله مجنون بس حد عاقل يفهمنى , حد يفهمنى بيرووا الأراضى ليه بالصرف الصحى فأمبابه , مش بكل عن الواحات ولا الصحرا الغربيه , لا أمبابه يعنى لو معاك جردل هتروح تملاه من النيل العظيم وتروح على رجلك تسقيه بيه الارض
حد يفهمنى ليه قرروا يخفضوا زراعة الأرزومنع تصديره عشان أستهلاكه الكبير للمياه – أنا بس عايز أفهم لما مصر تخاف ع المايه كده أى دوله فالعالم تعمل ايه
طب بلاش دى ياعمنا أنا مجنون وكمان مش فاهم والندره والندره النسبيه والكلام الحمصى اللى مش بيجيب همه ده
طب تعرف دى : تخصيخ 100 الف فدان فتوشكى لشركه خليجيه لزراعة البرسيم , لا وياريته برسيم لبهايمنا أحنا لأ يا استاذنا ده برسيم بيتجفف ويتبعت لبهايم الخليج مع العلم أن نسبه المياه اللى بيحتاجها البرسيم للفدان تساوى نسبته للأرز وأكبر من النسبه للقمح
يعنى من الأخر بهايم الخليج تاكل برسيم بمية النيل وأحنا ناكل خضار بميه المجارى
ماهو لامؤاخذه ياعم المستمع العاقل انا مقدرش كده أفكر الا فى حاجه كده بعيد عنك أسمها نظرية المؤامره , ماهومحدش يقنعنى أنها ماشيه كده وخلاص , محدش يقنعنى أن ده مجرد أهمال سوء تقدير أو تخطيط , لأ الموضوع أكبر من كده بكتير , أنت عارف الموضوع كده زى صاحب عماره ف الموسكى عايز يفضيها عشان يهدها ويبنى برج ولا مول فعمل أيه جاب أنبوبتين بوتجاز وقال يفجرها باللى فيها
المصيبه بقى أنى أكتشفت أن الجهل نعمه أن احنا خلينا كده مش فاهمين حاجه ناكل ونشرب مجارى وحاجتنا تتباع من أيدينا ونتسرق علنى ومش مشكله المهم يكون من ورانا وبغير علمنا
المصيبه انى أكتشفت أن الحل فى البلدى أنك تكون مجنون



الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

كل سنه وأنت طيب يا قلبى ياطيب


كل سنه وانت أجمل كل سنه وانت أحلى كل سنه والدنيا بيك كل يوم عماله تحلى

السبت، 8 أغسطس 2009

ذنباً بلا رجعه ( قصه قصيره )

ملحوظتين كده : أولا النسخه دى من القصه ماتراجعتش لغويا أو نحويا والنسخه اللى تم مراجعتها فقدت فى ظروف غامضه عشان مايجييش حد فقيق يتكلم على كلمه مفتوحه ولا مكسوره والكلام ده , تانى حاجه لو حد قرا القصه دى وعجبته يهمنى أو أن رأيه يوصلنى , وشكرا .. على بركة الله .




أى حلمٍ غامض هذا الذى يأتيه فى لحظات قليله بحياه كامله قدرها ثلاث عقود ونصف من الزمن . يمررها أمام عينيه كمشاهد فيلم سينيمائى عديم الملامح بالرغم من وضوح ألوانه المبعثره .
للمره الأولى ينظر لحياته الباليه ومسيرته المهترأه بهذا الأهتمام , كمن سقط على رأسه جبلاً و ولم يفق من غيبوبته الا تواً .
نظر الى نفسه عبر هذه المشاهد السريعه كأنه يراها للمره الأولى , فلم يستوضح شيئا أو هكذا أراد , مد عينيه المغلقتين فى الظلام المنثور أمامهما يلاحق لقطات الفيلم المعروض محاولاً دفع شبح الامبالاه عن رأسه .
جذبته اللقطات الأولى بشده كطيف غائب منذ سنوات يتظاهر بالامبالاه تجاهه بينما يحترق من أعماقه شوقا لهذا الطيف , لم يكن هذا الطيف الا سنوات عاشها فى شبابه أعتبره الجميع فيها مثال حى على أمكانية إجتماع التدين و الأخلاق والنجاح فى شخص واحد , سنوات لم تدم طويلاً . أنتهت بالحادثه التى غيرت مجرى حياته تماماً وجعلت الناس تسقط عن أعينها الصوره الملائكيه التى كونتها له . إشتعلت الشقه التى يسكن فيها مع والده أثر مس كهربائى , حينها لم تكفى شجاعته لإنقاذ والده المريض فمات بين يديه مختنقاً . يومها نظر نظر كل من حوله الى هذه الحادثه على أنها لم تكن سوى جريمه مدبره , نفذها الأبن لتكون أقصر الطرق لحصوله على ميراثه من أبيه الثرى البخيل بعدما فشلت كل المحاولات فى إقناعه أن يساعده فى ترتيبات الزواج .
الغريب أن كل من حوله بالأضافه الى أقرب الناس الى قلبه وكاتمى أسراره قد أجمعوا على هذا التفسير فى حين لم تأخذ به الشرطه وأعتبرت الحادث قضاءاً وقدر , حتى خطيبته المخلصه ودعته بخطاب شديد اللهجه مؤكده أن شريك حياتها لن يكون قاتل مثله .
غُلقت كل الأبواب فى وجهه وقُطعت كل السبل بينه وبين من حوله , وجد نفسه فى مركز دائره قطرها ألف ميل والكل من حوله يشكلون الدائره التى تتسع حتى يختفى الجميع ويبقى وحيدا متمنياً صدر يرتمى باكياً فى أحضانه ويصرخ صرخه تسمع العالم كله .. أنا مظلوم .
وأى ظلم ؟؟ ظلمُُُُُ يذيب بحور الصفاء المنسابه داخله يذيبها فى قطرات سخطه على العالم , فتحيلها الى محيطات من الكره والقسوه والأنانيه , تحيله الى مسخ تقطر يداه بدم طفل بداخله قد قتل , أقسم أنه إذا لم يكن هو هذا المسخ الذى يهرب منه الجميع فسيصنع من نفسه مسخ حقيقى أقوى وأعتى , أن لم يكن بهذا السوء الذى يظنه الناس من حوله فسيجعل من نفسه أنسان أسوأ وأسوأ .
تحت التراب كان مصير ماتبقى له من أنسانيه تكفى لإسقاط دمعة ندم من عينيه , تحت التراب دفن أنسان إنتهت أيامه بميلاد مسخ فى هيئة بشر , وشرع فى بدأ حياه جديده لا أهل بها ولا وطن , ولا نديم ولا حب ولا سكن . أطلق لشهواته العنان فساقته لأقصى مراحل جنونها , فعل كل أنواع المعاصى ولم يكتف فأخترع معاصيه الخاصه . فلم تكن حياته الا خيط متصل من نزواته المتتاليه يحيكه ببراعه دون أن يظن لحظه أنه فى النهايه سوف يشنق نفسه بهذا الخيط , الخيط نفسه الذى يقيد ماتبقى من ذرات ضميره المدفونه تحت رماد خطيئته .
عاش حياته يتقلب مابين أحضان المومسات ومابين أوكار السكارى والمجرمين , ولا عجب من ضياع ثروة أبيه المهوله بعد ضياع ثروته الامتناهيه من الأخلاق والقيم . نسى أن لحياته نهايه محتومه لا مفر منها لم ينجح ولن ينجح أحد فى التحايل عليها , وأستمر فى تجاهله لهذه المسلمات وأعتبرها حياه أبديه , وظل ينهل من سموم هذه الحياه التى رضى بها ورضيت به , لا أهل بها ولا وطن ولا نديم ولا حب ولا سكن.
أشفق عليه كل من سبق وظلمه , ولم يتوقف هو للحظه ليشفق على نفسه , ليقول : مالى أقتل بقاياى بهذا الشكل , بهذا العنف , بهذا الرضا ؟ هل صدأ قلبه من كثرة الذنوب فعجز عن العوده , أم تبخر مع سموم أنفاسه المتصاعده لتحجب النظر عن عينيه فتزيده عجزا على عجز .. فما كان من قلب وما كان من عوده .




********************

أى حلم غامض هذا الذى يأتيه فى لحظات قليله بحياه كامله قدرها ثلاث عقود ونصف من الزمن . يمررها أمام عينيه كمشاهد فيلم سينيمائى عديم الملامح بالرغم من وضوح ألوانه المبعثره .
للمره الأولى ينظر لحياته الباليه ومسيرته المهترأهبهذا الأهتمام , كمن سقط على رأسه جبلاً و ولم يفق من غيبوبته الا تواً .
نظر الى نفسه عبر هذه المشاهد السريعه كأنه يراها للمره الأولى , نظر الى أعماقه أكثر فأكثر فلم يجد الا السواد الذى تكدس يوما تلو الاخر بخطاياه وأثامه . مندفعا بقلبه الفاتر , بعقله الفرغ , بدمه البارد وسط هذا لسراب الذى شكله بنفسه ولنفسه وعايشه وصدقه وأعتبره الحقيقه . حينها وحينها فقط كانت نفسه اللوامه تتقلب فى مضاجعها ضيقا من طول خمولها , بل كانت على الأدق تتقلب فى ظلمة قبرها مللا من طول موتها .
شيئا ما أهتز منذراًًًًً بأنقلاب وشيك الحدوث , شعر بها أتيه , أتيه بقوة ظمأ نبته بريه فى يوم صيف شديد الحراره . رياح أندفعت لتزيل التراب عن بقايا الأنسان المدفونه تحت ركام السنون العفنه . شيئا ما أهتز بداخله جعله يشعر بإشمئزاز ونفور لم يشعر بهم منذ أنسياقه فى هذا الدرب الكريه .
أتحرك المارد الراقد منذ سنون ؟؟ أإنقطعت قيود ضميره المحتضر لتوقظ فيه ماتبقى من أراده كافيه لتحيده عن هذا الدرب .
أى هاتف هذا الذى ترددت أصداء صوته فى جنبات هذا القلب العليل , و أى صوت جاء ليزيل الطلاء القذر الذى تكدس على جدران هذا القلب مع مرور الأيام ؟
حاله من الصفاء أتته لم يشعر بها حتى فى أكثر أيامه طهراً وعفه , حاله لم ينتظرها ولم يتوقعها , جعلته يشعر بتعاظم مشاعره النبيله أمام إضمحلال غرائزه الدنيئه التى سيطرت عليه كسيطرة الداء على الجسد العليل .
حينها أيقن أنه لابد له من الخلاص , الخلاص من دنيا سئمها بكل مافيها لدنيا أخرى يعلم أنه ينتمى أليها فى الأساس , الخلاص من حمل يحنى ظهره قبل خلاصه من الدنيا بكاملها الى العالم الأخر .
فى صمت قالها .. بل صرخها فى نفس الصمت مدويه ترج أركان نفسه بالكامل : مالى أقتل بقاياى بهذا الشكل , بهذا العنف , بهذا الرضا ؟! مدويه تنتزع جذور الغفله الضاربه فى أعماقه : الى متى سأظل منغمس فى هذا المستنقع الذى صنعته لنفسى وغوصت فيه حتى أذناى ؟ الموت من خلفى والنار من أمامى وقدماى مكبلتان فى الأرض ولا ملاذ لى إلاها , توبــــــه .. توبه نصوحه أمحو بها خطاياى وسواد صفحاتى , كفانى من عذاب الدنيا وكفى الدنيا من عذابى .


قالها وشهق شهقه نوى أن يخرج بزفيرها كل ماأحتوت نفسه من سموم , قالها وهو يتطلع لحياه جديده لا ينوى أن يندم عليها أبدا , بل قالها وهو يتطلع لحياه قديمه قدم وجوده , إنزوت مع الأيام فى كهفها ينوى أن يخرجها للنور ويعيد معها أمجاده .
فتح عينيه ببطء ليرى الدنيا بمنظوره الجديد كطفل يخرج للحياه للمره الأولى , فتح عينيه ناظرا للسقف .. هو لا ينظر أبدا أنه وضع مرآه فى هذا المكان , أى أخرق هذا الذى يضع مرآه فى سقف حجرته ؟؟
إن لم تكن هذه مرآه فلماذا إذن يرى فيما أعلاه وعلى أستقامة بصره هذا الجسد النحيل والذى ألف أن يكون جسده وهو ممدد فى مرقده الضئيل هكذا ؟؟ أقسم فى نفسه أن هذه ليست مرآه , ليست نوبة هذيان , ليس أسوأ كوابيسه وليته كان . تفسير واحد حاول الهروب منه الى أن لم يبق له سواه . نفس التفسير الذى قامت عليه كل كتب الخروج من الجسد والحياه مابعد الموت التى قرأهم فى صباه .
أنها روحه طافيه على الفراغ المنتشر فى المكان تنظر ساخره للجسد المنكمش على نفسه فرحه بتحررها منه ومن عذابه , إنها اللحظات القليله الباقيه التى تفصل دنياه الماضيه عن تجربه أخطر لم يخوضها بعد , تمنحه أخر أتصال بينه وبين هذه الحياه الفانيه .
هزه أعترته من رأسه الى أخمص قدميه , زلزال أحتوى نفسه المهزومه بالكامل يعصرها , يفتتها , ينثرها فى رياح فزعه العاصفه , يهدم له حلم كان غارقا فيه منذ لحظات لم يهنأ بتحقيقه , وجسدا يفور حول القلب العليل لاعنا أياه هو وكل لحظة أثم قضاها فى خدمة نواياه البغيضه حتى وصلا لهذه النهايه المشئومه التى لا رجعه منها , وروحا تتهاوى سقوطا بثقل خطاياها فى كل خطوه تخطوها لأعلى تجاه بارئها , تتهاوى سقوطا فى قعر الجحيم لتلقى التطهير الأبدى من أثامها .
كانت الصدمه كبيره حتى أنه لم يعش مثلها فى دنياه التى ولت , كانت لتقتله وتسلب منه حياته لولا أن هذه الحياه ذهبت بلا عوده , أدرك أنه تأخر كثيرا فى فراره من مصيره البشع حتى أنزلق فى خاتمه بائسه لعينه لم يفكر فى تحاشيها الا بعد فوات الأوان , كأنما لم يخبره احد أن الليمون لا يباع بعد العصر , وأنه لا توبة بعد الموت .
أظلمت من حوله شيئا فشئ , وشعر بنفسه يُسحب لينضم لصفوف المنتظرين لمصيرهم أمام بوابة الجحيم , إنطلق فى طريقه ليضمن لنفسه مقعدا بجوارى فى جحيم العالم الأخر , ليضيف لسجلات أمجادى , وينضم لسلة أنتصاراتى على بنى جنسه فى صراعى الطويل مع البشر الذى لم أرهق منه بعد , صراعى المستمر الى نهاية الكون كما نعرفه , هو كضحيه أخرى من ضحاياى الذين لم ينتهوا بعد وسأظل أطاردهم ماحييت , سأُهزم وسأنتصر لكنى سأستمر حتى أنتهى . أنا الملعون فى كل رساله وكل كتاب , أنا المكروه فى كل زمان و مكان . صاحب الذنب الأول فى الكون .. ذنبى الذى بلا رجعه .




تمت بحمد الله
أبريل 2005

الجمعة، 7 أغسطس 2009

الكلمات المأثوره .. و المكسوره

الكلمات المأثوره

- لو كان الفقر رجلا لقتلته ( الإمام على كرم الله وجهه )
- الحكومه بتتعامل مع الشعب المصرى بطريقة مش لاقيين ياكلوا عيش ياكلوا جاتوه ( المؤرخ الراحل عبد الوهاب المسيرى )
- بقى ترضا تركب تاكسى مع سواق عنده 80 سنه طب أيه رأيك لو السواق ده حاطط أبنه على رجله وعايز يخليه يسوق ( طلعت السادات )
- يلعن أبو اللى غلوا العيشه ورخصوا اللى عايشنها ( بلال فضل )
- و أخيرا .. زغلل زغلل زغللنى ياللى حبك جننى ( منير حنا المتهم بـ سب الرئيس )

الكلمات المكسوره

- مصر عارفه هى رايحه على فين (صفوت الشريف ) - يا أستاذنا مصر دايره على حل شعرها من زمان , مش مهم أن هى تعرف هى رايحه على فين المهم صحابها هما اللى يعرفوا
- الحكومه دلعت المواطن زياده عن اللزوم ( الوزيره مشيره خطاب ) - روحى ياقادر ياكريم تتدلعى زى المواطن ده بالظبط
- أتفرجوا على البطاطس المصريه اللى مغرقه أسواق أوروبا ( أحمد نظيف) - هههههه والله نكته أوروبا منعت البطاطس المصريه المعفنه - حرفيا - تانى يوم بعد كلمة رئيس الوزراء المفدى
- ألجنزورى عرض عليا الوزاره وأنا اللى رفضت ( أيمن نور ) - وحياة خالتك؟؟
- قلوب المصريين أنخلعت مع حريق ستوديو مصر ( ماجده حليم صحفيه ف الأهرام ) - جتك خلعه فضرس عقلك الشمال , أمال قلوبهم ماتخلعتش ليه على أتحرقوا ف بنى سويف ولا قطار الصعيد ولا الى لسه بيتحرقوا كل يوم .
To be continued..